للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لعظمة الفعل، أو لقوة الحال، أو نحو ذلك من الأمور الكبيرة؛ ليبين أن الله أكبر، ويستولي كبرياؤه في القلوب على كبرياء تلك الأمور الكبار؛ فيكون الدين كله لله، ويكون العباد له مكبرين، فيحصل لهم مقصودان: مقصود العبادة بتكبير قلوبهم لله، ومقصود الاستعانة بانقياد الطالب لكبريائه» (١)، ومن هذه المواضع:

شرع التكبير لصحة الدخول في الصلاة، يقول ابن القيم في سر ذلك: «لما كان المصلي قد تخلى عن الشواغل وقطع جميع العلائق، وتطهر وأخذ زينته، وتهيأ للدخول على الله تَعَالَى ومناجاته؛ شُرع له أن يدخل دخول العبيد على الملوك، فيدخل بالتعظيم والإجلال، فشرع له أبلغ لفظ يدل على هذا المعنى وهو قول: (الله أكبر) فإن في اللفظ من التعظيم والتخصيص والإطلاق- في جانب المحذوف المجرور بمن- ما لا يوجد في غيره» (٢).

شرع التكبير على الهداية والرزق والنصر؛ وفي سر ذلك يقول ابن تيمية : «لأن هذه الثلاث أكبر ما يطلبه العبد، وهي جماع مصالحه، والهدي أعظم من الرزق والنصر؛ لأن الرزق والنصر قد لا ينتفع بهما إلا في الدنيا، وأما الهدي فمنفعته في الآخرة قطعًا، وهو المقصود بالرزق والنصر؛ فخص بصريح التكبير» (٣)، ومما ورد في ذلك: حديث أنس بن مالك ، «أَنَّ النَّبِيَّ خَرَجَ إِلَى خَيْبَرَ فَجَاءَهَا لَيْلًا وَكَانَ إِذَا جَاءَ قَوْمًا بِلَيْلٍ لَا يُغِيرُ عَلَيْهِمْ حَتَّى يُصْبِحَ فَلَمَّا أَصْبَحَ خَرَجَتْ يَهُودُ بِمَسَاحِيهِمْ وَمَكَاتِلِهِمْ فَلَمَّا


(١) المرجع السابق (٤/ ٢٢٩).
(٢) بدائع الفوائد (٢/ ١٩٥).
(٣) مجموع الفتاوى (٤/ ٢٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>