للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِالله وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ» (١)، ومدح إبراهيم به، فقال تَعَالَى: ﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ (٢٤) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (٢٥) فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ (٢٦) فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ (٢٧) فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ﴾ [الذاريات: ٢٤ - ٢٨].

ومظاهر كرمه متعددة، منها:

أنه أول من ضيف الضيفان.

أن بيته كان مأوى للطارقين والأضياف؛ لأنهم دخلوا عليه من غير استئذان، وإنما سلكوا طريق الأدب، في الابتداء بالسلام.

جمع لأضيافه بين الإكرام بالقول والفعل:

فإكرامه لأضيافه بالقول يتمثل في:

- رده السلام عليهم بصيغة أكمل وأتم من سلامهم؛ لأنه أتى به بجملة اسمية، دالة على الثبوت والاستمرار.

- ملاطفته لهم بالكلام اللين، حيث قال: ﴿قَوْمٌ مُنْكَرُونَ﴾ ولم يقل: «أنكرتكم» (وبين اللفظين من الفرق، ما لا يخفى)، وعند تقديم الطعام عرض عليهم عرضًا لطيفًا، وقال: ﴿أَلَا تَأْكُلُونَ﴾ ولم يقل: «كلوا» ونحوه من الألفاظ، التي غيرها أولى منها، بل أتى بأداة العرض، فقال: ﴿أَلَا تَأْكُلُونَ﴾.

أما إكرامه لأضيافه بالفعل فيتثمل في:


(١) أخرجه مسلم، رقم الحديث: (٤٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>