للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : «العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه، من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة» (١):

ومما سبق يتبين أن العبادة تقوم على أصلين عظيمين، هما:

١ - غاية الخضوع والذل والانقياد لله ﷿؛ يقال: طريق معبد، أي: مذلل، فالعابد منقاد لمعبوده خاضع له.

٢ - غاية المحبة لله ﷿؛ فإذا عظمت محبة الله في قلب العبد قادته إلى الاستقامة على طاعة الله ﷿، وامتثال أوامره واجتناب نواهيه.

قال ابن تيمية مقررًا هذين الأصلين: «ومن خضع لإنسان مع بغضه له لا يكون عابدًا له، ولو أحب شيئًا ولم يخضع له لم يكن عابدًا له، كما قد يحب الرجل ولده وصديقه، ولهذا لا يكفي أحدهما في عبادة الله تَعَالَى، بل يجب أن يكون الله أحب إلى العبد من كل شيء، وأن يكون الله عنده أعظم من كل شيء، بل لا يستحق المحبة والخضوع التام إلا الله» (٢).

وقال ابن القيم : «والعبادة تجمع أصلين: غاية الحب بغاية الذل والخضوع … فمن أحببته ولم تكن خاضعًا له، لم تكن عابدًا له، ومن خضعت له بلا محبة لم تكن عابدًا له حتى تكون محبًّا خاضعًا» (٣) (٤).


(١) العبودية، لابن تيمية (ص: ٤٤).
(٢) العبودية (ص: ٤٨ - ٤٩).
(٣) مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين (١/ ٩٥ - ٩٦).
(٤) ينظر: العبودية مسائل وقواعد ومباحث، لآل عبد اللطيف (ص: ٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>