وأوجب العزيز الحكيم على نفسه نصرة المؤمنين تكرمًا منه وتفضلًا، فقال جل ذكره: ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الروم: ٤٧]، «أي: أوجبنا ذلك على أنفسنا وجعلناه من جملة الحقوق المتعينة ووعدناهم به، فلا بد من وقوعه، فأنتم أيها المكذبون لمحمد ﷺ إن بقيتم على تكذيبكم حلت بكم العقوبة ونصرناه عليكم»(١).
وللنصر تكاليفه وأعباؤه، حين يتأذن الله به، بعد استيفاء أسبابه وأداء ثمنه، وتهيؤ الجو حوله لاستقباله واستبقائه، ومن أهم هذه التكاليف التي يستجلب بها نصر الله ويستدام:
١ - المداومة على الطاعات خاصة الصلاة، والزكاة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
يقول الشنقيطي ﵀: «وهذا دليل على أنه لا وعد من الله بالنصر، إلا مع إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، فالذين يمكن الله لهم في الأرض ويجعل الكلمة فيها والسلطان لهم، ومع ذلك لا يقيمون الصلاة ولا يؤتون الزكاة، ولا يأمرون بالمعروف، ولا ينهون عن المنكر؛ فليس لهم وعد من الله بالنصر؛ لأنهم ليسوا من حزبه، ولا من أوليائه الذين وعدهم بالنصر، بل هم حزب الشيطان وأولياؤه، فلو طلبوا النصر من