للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال السعدي في تفسير قوله تَعَالَى: ﴿وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ﴾ [البقرة: ١٦٣]، أي: متوحد منفرد في ذاته، وأسمائه، وصفاته، وأفعاله، فليس له شريك في ذاته، ولا سمي له ولا كفؤ له، ولا مثيل، ولا نظير، ولا خالق، ولا مدبر غيره، فإذا كان كذلك، فهو المستحق لأن يؤلَه ويُعبَد بجميع أنواع العبادة، ولا يشرك به أحد من خلقه» (١).

وقال أيضًا: «الواحد، الأحد: وهو الذي توحد بجميع الكمالات، بحيث لا يشاركه فيها مشارك، ويجب على العبيد توحيده، عقلًا وقولًا وعملًا، بأن يعترفوا بكماله المطلق، وتفرده بالوحدانية، ويفردوه بأنواع العبادة» (٢).

الفرق بين الواحد والأحد:

الفرق بينهما راجع إلى كون «الواحد»: المتفرد بذاته فلا يضاهيه أحد، و «الأحد»: المنفرد بصفاته ونعوته فلا يشاركه فيها أحد (٣)، وقيل: بل هو أعم يشمل تفرد الذات والصفات (٤) (٥).


(١) تفسير السعدي (ص: ٧٧).
(٢) المرجع السابق (ص: ٩٤٥).
(٣) ينظر: شأن الدعاء، للخطابي (ص: ٨٣)، والنهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير (٥/ ١٥٩)، وتفسير ابن رجب الحنبلي (٢/ ٦٦٥).
(٤) ينظر: تفسير أسماء الله الحسنى، للزجاج (ص: ٥٨).
(٥) ذكر ابن رجب فروقًا أخرى، تراجع في المجموع من تفسيره (٢/ ٦٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>