للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سابعًا: انكسار القلب بكُلِّيَّته بين يدي الله:

والانكسار بمعنى الخشوع، وهو الذل والسكون، يقول تَعَالَى: ﴿وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا﴾ [طه: ١٠٨]، والخشوع معنى يلتئم من التعظيم والمحبة والذل والانكسار (١).

وعليه فإن الخشوع معنى أعم من أن ينحصر في الصلاة؛ لأن التعظيم والمحبة والانكسار لله، مطلوب من المؤمن في كل حال، وإن كانت الصلاة موضعًا لظهور أثر الخشوع؛ لأنها أقرب ما يكون العبد إلى ربه.

وقد كان السلف يحذرون من التكلف أو التصنع في الخشوع، ومن شواهد ذلك:

قال حذيفة : «إياكم وخشوع النفاق، فقيل له: وما خشوع النفاق؟ قال: أن ترى الجسد خاشعًا والقلب ليس بخاشع» (٢).

رأى عمر بن الخطاب رجلًا طأطأ رقبته في الصلاة فقال: «يا صاحب الرقبة، ارفع رقبتك، ليس الخشوع في الرقاب، إن الخشوع في القلوب» (٣).

ثامنًا: الخلوة به تَعَالَى وقت النزول الإلهي لمناجاته وتلاوة كلامه:

فأصحاب الليل هم- بلا شك- من أهل المحبة، بل هم من أشرف أهل المحبة؛ لأن قيامهم في الليل بين يدي الله تَعَالَى يجمع لهم جل أسباب المحبة


(١) مدارج السالكين، لابن القيم (١/ ٥١٨).
(٢) المصدر السابق (١/ ٥١٧).
(٣) المصدر السابق (١/ ٥١٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>