يملك حولًا ولا قوة، وتولى الصحيح المعافى كما تولى المريض الطريح، وتولى الغني الفرح كما تولى الفقير الكسير، قال تَعَالَى: ﴿يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ﴾ [الرحمن: ٢٩].
وتولى - أيضًا- البهائم العجماء، فتولى الأسد على عظم قوته وقدرته على فريسته، كما تولى النمل، والعنكبوت، والبعوض، وسائر الحشر على ضعفها وحقارتها، وتولى الصقر القوي كما تولى العصفور الصغير الذي يخرج خماصًا فيعود بطانًا، قال تَعَالَى: ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾ [هود: ٦].
وتولى السفن في البحر، كما تولى الطائرات في السماء، والمراكب في الأرض، قال تَعَالَى: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ﴾ [الحج: ٦٥].
وهذا التولي يقتضي توليه لهم بحكمه القدري، والشرعي، والجزائي:
فالكل تولاه الولي المولى بحكمه القدري، فنفذ فيه ما شاء من أنواع التدبير، وما قضى من التصريف، وما أراد من التقدير خيرًا وشرًّا، ونفعًا وضرًّا، وحياة وموتًا، قال تَعَالَى: ﴿فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِ الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [الشورى: ٩].