للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحجر بالماء، وظللهم بالغمام، قال تَعَالَى على لسان موسى : ﴿أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ﴾ [الأعراف: ١٥٥].

وتولى خاتم الأنبياء والمرسلين محمدًا ، فتولاه طفلًا رضيعًا، فسخر حليمة السعدية لأخذه ورضاعه، وتولاه يتيمًا، فرعاه جده وعمه، وأكرماه أيما إكرام، وتولاه شابًّا، فحفظه من سفه الشباب وسوء فعالهم، فعُرف بحسن السيرة ومكارم الأخلاق، وتولاه بالزواج من خديجة خير النساء، وتولاه في الأربعين، فأكرمه بالوحي والرسالة وأيده بالقرآن العظيم، وتولاه فحفظه من كيد قومه وإرادتهم قتله، وتولاه بالهجرة إلى المدينة ومناصرة الأنصار، وتولاه بالنصر في بدر، والخندق، وخيبر، وحنين، وتبوك وغيرها، وتولاه فجمع له المال بعد الفقر والفاقة، وتولاه ففتح له مكة ودخل الناس في دين الله أفواجًا، وتولاه فغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ويكرمه في الآخرة بالوسيلة والمقام المحمود، قال تعالى: ﴿وَالضُّحَى (١) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (٢) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (٣) وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (٤) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (٥) أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى (٦) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (٧) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (٨) فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ﴾ [الضحى: ١ - ٩].

وتولاهم الولي المولى بالتأييد والنصر على الأعداء، قال تَعَالَى: ﴿وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا﴾ [النساء: ٤٥]، وقال سُبْحَانَهُ: ﴿بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ﴾ [آل عمران: ١٥٠]، ولما قال أبو سفيان يوم أحد: لَنَا الْعُزَّى وَلَا عُزَّى لَكُمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ : «أَجِيبُوهُ. قَالُوا: مَا نَقُولُ؟ قَالَ: قُولُوا: اللهُ مَوْلَانَا، وَلَا مَوْلَى لَكُمْ» (١).


(١) أخرجه البخاري، رقم الحديث: (٤٠٤٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>