للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يحفظونه من بين يديه ومن خلفه، فإذا جاء قدره خلوا عنه» (١).

وقال مجاهد : «ما من عبد إلا له ملك موكل يحفظه في نومه ويقظته من الجن والإنس والهوام، فما منها شيء يأتيه يريده إلا قال: وراءك! إلا شيئًا يأذن الله فيه فيصيبه» (٢).

ب- الحكم والقضاء (٣):

فهو الديان الذي له الحكم والقضاء، فيحكم في خلقه قبل خلقهم بحكمه الكوني القدري، ويحكم فيهم بعد خلقهم بحكمه الشرعي، ويحكم فيهم يوم الدين بحكمه الجزائي العدل، قال تَعَالَى: ﴿ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ﴾ [الأنعام: ٦٢].

وبهذه الأحكام الثلاثة دانت الخلائق للديان، فالكل منها مقهور مدبر لا يملك لنفسه ضرًّا ولا نفعًا ولا موتًا ولا حياة ولا نشورًا، والكل منها وجهه عانٍ للحي القيوم، ذليل لعظمته، خاضع لعزته، ملك قاهر على عرش السماء مهيمن، يرضى على من يستحق الرضا ويثيبه ويكرمه ويدنيه، ويغضب على من يستحق الغضب ويعاقبه ويهينه ويقصيه، فيعذب من يشاء، ويرحم من يشاء، ويعطي من يشاء، ويمنع من يشاء، ويقرب من يشاء، ويقصي من يشاء، ويعز من يشاء، ويذل من يشاء، فتبارك الديان الحكم رب العالمين.

ج- الحفظ والإحصاء:

فهو الحسيب الديان الذي أحصى كل شيء عددًا، فلا يفوته


(١) تفسير الطبري (١٦/ ٣٧١).
(٢) المرجع السابق (١٦/ ٣٧٣).
(٣) للاستزادة ينظر: اسم الله الحكم الحاكم جل في علاه.

<<  <  ج: ص:  >  >>