للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- ثانيًا: شواهد قوته سُبْحَانَهُ في الآخرة: كما قال سُبْحَانَهُ: ﴿وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا﴾ [البقرة: ١٦٥]، والتي منها:

ما يحصل للأجرام القوية من ضعف واضطراب، فالأرض ترجف، والجبال تتصدع حتى تكون كالعهن، ثم تدك دكًّا، فتكون هباء منبثًّا، والبحار تسجَّر، والسماء تتفطَّر، والشمس والقمر تكوَّر، والنجوم تنتثر (١).

بعث الخلق كلهم بعد ما مزقهم البلى، وعصفت بترابهم الرياح، وابتلعتهم الطيور والسباع، وتفرقوا وتمزقوا في مهامه القفار، ولجج البحار، فلا يفوته منهم أحد، ويعلم ما تنقص الأرض منهم، ثم إن هذا البعث كله للأولين والآخرين في صيحة واحدة، وكأنهم نفس واحدة، فسبحان القوي المتين (٢).

قيام الخلق كلهم، حتى القوي الشديد، خاشعة أبصارهم، ذليلة وجوههم، خاضعة رقابهم، جاثية ركبهم، خارصة ألسنتهم عن الكلام إلا بإذنه (٣).

حسابه لعباده حسابًا سريعًا، مع كثرتهم وكثرة أعمالهم، وحكمه الحق فيهم، فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء (٤).

النار وما فيها من العذاب، والتي إذا أبصرها الظالمون أيقنوا أن القوة


(١) ينظر: تفسير السعدي (ص: ٥١٣، ٥٣٢).
(٢) ينظر: المرجع السابق (ص: ٨١٣).
(٣) ينظر: المرجع السابق (٥١٣).
(٤) ينظر: تفسير ابن كثير (١/ ٤٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>