للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الأقوال التي تجمع بين الأقوال الأربعة:

قال الطبري : «اختلف أهل التأويل في تأويله، فقال بعضهم: المهيمن: الشهيد … وقال آخرون: المهيمن: الأمين … وقال آخرون: (المهيمن): المصدق» (١).

قال الخطابي : «المهيمن: هو الشهيد، ومنه قول الله سُبْحَانَهُ: ﴿مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ﴾ [المائدة: ٤٨]، فالله ﷿ المهيمن أي: الشاهد على خلقه بما يكون منهم من قول أو فعل، كقوله: ﴿وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾ [يونس: ٦١].

وقيل: المهيمن، الأمين، وأصله مؤيمن، فقلبت الهمزة هاء؛ لأن الهاء أخف من الهمزة …

وقيل: المهيمن: الرقيب على الشيء، والحافظ له، وقال بعض أهل اللغة: الهيمنة: القيام على الشيء، والرعاية له» (٢).

قال الغزالي جامعًا بين بعض هذه المعاني-: «القائم على خلقه بأعمالهم وأرزاقهم وآجالهم، وإنما قيامه عليهم باطلاعه واستيلائه وحفظه، وكلُّ مشرف على كنه الأمر مسؤول عليه حافظ له، فهو مهيمنٌ عليه، والإشراف يرجع إلى العلم، والاستيلاء إلى كمال القدرة، والحفظ إلى العقل،


(١) تفسير الطبري (٢٣/ ٣٠٤).
(٢) شأن الدعاء (١/ ٤٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>