للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ (٢٣) انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ﴾ [الأنعام: ٢٢ - ٢٤]، ويستنطق الجوارح لتشهد عليهم بأعمالهم، كما قال تَعَالَى: ﴿الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ [يس: ٦٥].

٥ - المصدق عباده المؤمنين ما وعدهم به من الثواب في الآخرة، قال تَعَالَى: ﴿وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ﴾ [الزمر: ٧٤]، والمصدق الكافرين ما وعدهم به من العذاب والنكال في الآخرة أيضًا، قال تَعَالَى: ﴿وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ﴾ [الأعراف: ٤٤] (١).

ثانيًا: أوجه تأمينه، منها:

١ - المؤمن سُبْحَانَهُ لجميع خلقه، بسوق ما يأمن لهم بقاء حياتهم إلى الأجل الذي أجَّل لهم من الأرزاق، وجلب المنافع، ودفع الشرور والأضرار، حتى أنه سُبْحَانَهُ وكَّل بهم حفظة من الملائكة يحفظون أبدانهم وأرواحهم ممن يريدهم بسوء، قال تَعَالَى: ﴿لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ﴾ [الرعد: ١١] (٢).

وقد أشار إبراهيم الخليل إلى هذا الأمن، وأن الله سُبْحَانَهُ وحده هو واهب الأمن للعباد، فقال: ﴿الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ﴾ [الشعراء: ٧٨] فآمن


(١) ينظر: النهج الأسمى، للنجدي (١/ ١٢٥ - ١٢٦)، فقه الأسماء الحسنى (٢٠٥ - ٢٠٨).
(٢) تفسير السعدي (ص: ٤١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>