للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالهداية، ﴿وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ﴾ [الشعراء: ٧٩] فآمن بالرزق، ﴿وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ﴾ [الشعراء: ٨٠] فآمن بالصحة.

٢ - المؤمن سُبْحَانَهُ للخائفين بإعطائهم الأمان والاطمئنان، كما قال تَعَالَى: ﴿الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ﴾ [قريش: ٤] لا سيما من التجأ إليه ولاذ به وأقبل عليه، قال ابن القيم : «والمضطر إذا صدق في الاضطرار إليه: وجده رحيمًا مغيثًا، والخائف إذا صدق في اللجوء إليه: وجده مُؤمِّنًا من الخوف» (١).

٣ - المؤمن سُبْحَانَهُ لعباده المنقادين لشرعه، بما شرع لهم من الأحكام والحدود التي يأمنون فيها على دينهم، وأنفسهم، وعقولهم، وأعراضهم، وأموالهم سواء على مستوى الفرد، أو الأسرة، أو المجتمع بحيث يعيش الجميع في أمن وسلام في ظل أحكام الله ﷿: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾ [المائدة: ٥٠].

٤ - المؤمن سُبْحَانَهُ لعباده المؤمنين، بما يجعل في نفوسهم من الراحة والطمأنينة والأنس إذا أقبلوا عليه، قال تَعَالَى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [النحل: ٩٧]، قال ابن كثير : «والحياة الطيبة تشمل وجوه الراحة من أي جهة كانت» (٢)، وقال السعدي : «بطمأنينة قلبه وسكون نفسه، وعدم التفاته لما يشوش عليه قلبه، ويرزقه الله رزقًا حلالًا طيبًا من حيث لا يحتسب» (٣).


(١) مدارج السالكين (٣/ ٣٠٤).
(٢) تفسير ابن كثير (٤/ ٦٠١).
(٣) تفسير السعدي (ص: ٤٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>