قال شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀:«وأصحاب رسول الله ﷺ عرفوا ذلك وبينَّوه للناس، وعرفوا أنَّ حدوث الحوادث اليومية المشهودة تدل على أن العالم مخلوق، وأن له ربًّا خلقه ويحدث فيه الحوادث»(١)، وكان سُبْحَانَهُ قادرًا على خلق الحوادث كلها في وقت واحد وهيئة واحدة، لكنه الرفيق الذي لا يعجل سُبْحَانَهُ.
رفقه سُبْحَانَهُ في أحكامه:
فالله سُبْحَانَهُ لا يكلف عباده إلا بما يطيقون، فأوامره كلها بقدر الاستطاعة، وما فيه مشقة عليهم أسقطه ورخصه، حتى تزول مشقته.
بل إن الأحكام والتكاليف الشرعية فُرضت على العباد بالتدريج، ولم تفرض دفعة واحدة، حتى تألف النفوس وتلين الطباع ويتم الانقياد، فقد مكث النبي ﷺ ثلاثًا وعشرين سنة يبني المجتمع الإسلامي لبنة لبنة، ويعده نفسيًّا وذهنيًّا لتقبل الأحكام، فالخمر- مثلًا- حُرِّمَ على عدة مراحل، وهي: