للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اختلفوا في شيء أتوني، فحكمت بينهم، فرضي كلا الفريقين، فقال رسول الله : مَا أَحْسَنَ هَذَا، فَمَا لَكَ مِنَ الوَلَدِ؟ قال: لي شريح، ومسلم، وعبد الله، قال: فَمَنْ أَكْبَرُهُمْ؟ قلت: شريح، قال: فَأَنْتَ أَبُو شُرَيْحٍ» (١).

معنى اسمي الله (الحكيم، الحَكم) في حقه سُبْحَانَهُ:

يدور اسمي (الحَكيم الحَكم) على معنيين:

من له كمال الحكم بين العباد، سواء كان حكمًا كونيًّا قدريًّا، أو دينيًّا شرعيًّا، أو جزائيًّا.

من له كمال الحكمة، سواء كانت في خلقه وتدبيره أو شرعه وأمره.

وحول هذين المعنيين تدور أقوال العلماء:

من الأقوال في المعنى الأول:

قال الزجاج : «فالله تَعَالَى هو الحاكم وهو الحكم بين الخلق؛ لأنه الحكم في الآخرة، ولا حكم غيره» (٢).

قال الخطابي : «الحكم الحاكم، ومنه المثل: (في بيته يؤتى الحكم) وحقيقته هو: الذي سلم له الحكم ورد إليه فيه الأمر، كقوله تَعَالَى: ﴿لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ [القصص: ٨٨]، وقوله: ﴿أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ﴾ [الزمر: ٤٦]» (٣).


(١) أخرجه أبو داود، رقم الحديث: (٤٩٥٥)، والنسائي، رقم الحديث: (٥٣٨٧)، حكم الألباني: صحيح، إرواء الغليل، رقم الحديث: (٢٦١٥).
(٢) تفسير أسماء الله الحسنى (ص ٤٤).
(٣) شأن الدعاء (ص ٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>