للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفرق بين الحكم والحاكم:

الحكم أبلغ من الحاكم، من جهتين:

«لا يستحق التسمية بحكم إلا من يحكم بالحق؛ لأنها صفة تعظيم في مدح، والحاكم جارية على الفعل، فقد يسمى بها من يحكم بغير الحق» (١)؛ لذا قيد الله في القرآن اسمه الحاكم بالخيرية، فقال: ﴿وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ﴾ [الأعراف: ٨٧]، والإحكام، فقال تَعَالَى: ﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ﴾ [التين: ٨].

الحاكم يطلق على من يحكم بين الناس، قال الله تَعَالَى: ﴿وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ﴾ [البقرة: ١٨٨]، أما الحكم فيطلق على المتخصص بذلك (٢).

اقتران اسمي الله (الحكيم والحَكَم) بأسمائه الأخرى سُبْحَانَهُ في القرآن الكريم:

١ - اقتران اسمه سُبْحَانَهُ (الحكيم)، باسمه ﷿ (العزيز):

ورد اقتران اسمه الحكيم باسمه العزيز، في نحو ستة وأربعين موضعًا، قدم فيها العزيز على الحكيم، منها:

قوله تَعَالَى: ﴿سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [الصف: ١]، وقوله: ﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [آل عمران: ١٨].


(١) تفسير القرطبي (٧/ ٧٠).
(٢) ينظر: المفردات في غريب القرآن، للراغب الأصفهاني (ص ٢٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>