للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجه الاقتران:

«العزة: كمال القدرة، والحكمة: كمال العلم، وبهاتين الصفتين يقضي ما يشاء، ويأمر وينهى، ويثني، ويعاقب، فهاتان الصفتان: مصدر الخلق والأمر» (١).

لدلالة على «أن عزته تَعَالَى مقرونة بالحكمة، فعزته لا تقتضي ظلمًا وجورًا وسوء فعل، كما قد يكون من أعزاء المخلوقين، فإن العزيز قد تأخذه العزة بالإثم فيظلم ويجور ويسيء التصرف، وكذلك حكمه تَعَالَى وحكمته مقرونان بالعز الكامل، بخلاف حكم المخلوق وحكمته؛ فإنها يعتريها الذل» (٢).

ولعل سائلًا يسأل: ما سر تقديم اسم الله العزيز على الحكيم في جميع المواضع؟

وقد أجاب عن هذا التساؤل ابن القيم من أوجه ثلاثة:

أن العزة: كمال القدرة، والحكمة: كمال العلم، فقدم وصف القدرة؛ لأن متعلقه أقرب إلى مشاهدة الخلق؛ وهو مفعولاته تَعَالَى وآياته، وأما الحكمة فمتعلقها بالنظر والفكر والاعتبار- غالبًا- فكانت متأخرة عن متعلق القدرة.

أن النظر في الحكمة يكون بعد النظر في المفعول والعلم به، فإذا نظر في المفعول انتقل بعد ذلك للنظر فيما أودع فيه من الحكم والمعاني.


(١) الجواب الكافي، لابن القيم (ص ١١٦).
(٢) القواعد المثلى، لابن عثيمين (ص ٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>