للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن الحكمة غاية الفعل، فهي متأخرة عنه تأخر الغايات عن وسائلها؛ فالقدرة تتعلق بإيجاده، والحكمة تتعلق بغايته؛ فقدم الوسيلة على الغاية؛ لأنها أسبق في الترتيب الخارجي (١).

٢ - اقتران اسمه سُبْحَانَهُ (الحكيم) باسمه ﷿ (الخبير):

ورد اقتران اسمه الحكيم باسمه الخبير في أربع آيات من القرآن، منها: قوله تَعَالَى: ﴿وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ﴾ [الأنعام: ١٨]، وقوله: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ﴾ [سبأ: ١].

وجه الاقتران:

قال ابن القيم عن وجه اقتران هذين الاسمين الجليلين، أنهما دالَّان: «على كمال الإرادة، وأنها لا تتعلق بمراد إلا لحكمة بالغة، وعلى كمال العلم، وأنه كما يتعلق بظواهر المعلومات، فهو متعلق ببواطنها التي لا تدرك إلا بالخبرة، فنسبة الحكمة إلى الإرادة كنسبة الخبرة إلى العلم؛ فالمراد ظاهر، والحكمة باطنة، والعلم ظاهر والخبرة باطنة، فكمال الإرادة أن تكون واقعة على وجه الحكمة، وكمال العلم أن يكون كاشفًا عن الخبرة، فالخبرة باطن العلم وكماله، والحكمة باطن الإرادة وكمالها» (٢).


(١) ينظر: بدائع الفوائد، لابن القيم (١/ ٦٨).
(٢) بدائع الفوائد (١/ ٧٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>