للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معنى اسمي الله (القابض الباسط) في حقه سُبْحَانَهُ:

قال الطبري في قوله تَعَالَى: ﴿وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ [البقرة: ٢٤٥]: «(يقبض): يقتر بقبضه الرزق عمن يشاء من خلقه، ويعني بقوله: (ويبسط): يوسع ببسطة الرزق على من يشاء منهم» (١).

قال الزجاجي : «يقتر على من يشاء ويوسع على من يشاء على حسب ما يرى من المصلحة لعباده، فالقبض ها هنا: التقتير والتضييق والبسط: التوسعة في الرزق والإكثار منه، فالله ﷿ القابض الباسط يقتر على من يشاء ويوسع على من يشاء» (٢).

قال الخطابي : «فالقابض الباسط هو الذي يوسع الرزق ويقتره، ويبسطه بجوده ورحمته، ويقبضه بحكمته على النظر لعبده، كقوله: ﴿وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ﴾ [الشورى: ٢٧]، فإذا زاده لم يزده سرفًا وخرقًا، وإذا نقصه لم ينقصه عدمًا ولا بخلًا، وقيل: القابض هو الذي يقبض الأرواح بالموت الذي كتبه على العباد» (٣).

قال الحليمي : «ومنها الباسط: ومعناه الناشر فضله على عباده، يزرق ويوسع ويجود ويفضل ويمكن ويخول ويعطي أكثر مما يحتاج إليه، ومنها القابض، يطوى بره ومعروفه عمن يريد، ويضيق ويقتر أو يحرم فيفقر، ولا ينبغي أن يدعى ربنا باسم القابض، حتى يقال معه: الباسط» (٤).


(١) تفسير الطبري (٥/ ٢٨٩).
(٢) اشتقاق أسماء الله الحسنى (ص: ٩٧).
(٣) شأن الدعاء (١/ ٥٨).
(٤) المنهاج في شعب الإيمان (١/ ٢٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>