للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن الأثير : «القابض هو الذي يمسك الرزق وغيره من الأشياء عن العباد بلطفه وحكمته، المتقابلة التي لا يطلق كلُّ واحد منها إلا مع الآخر» (١).

والسبب في ذلك- والله أعلم-: أن الكمال المطلق إنما يكون باجتماعهما؛ وذلك لأن في اجتماعهما جمع بين صفات الجمال والإحسان والتودد والرحمة التي يدل عليها اسم الله (الباسط)، وبين صفات الجلال والعظمة والكبرياء والعدل والانتقام التي يدل عليها اسم الله (القابض) (٢)، يقول الخطابي : «قد يحسن في مثل هذين الاسمين أن يقرن أحدهما في الذكر بالآخر، وأن يوصل به ليكون ذلك أنبأ عن القدرة، وأدل على الحكمة، كقوله تَعَالَى: ﴿وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ [البقرة: ٢٤٥]، وإذا ذكرت القابض مفردًا عن الباسط كنت كأنك قد قصرت بالصفة على المنع والحرمان، إذا أوصلت أحدهما بالآخر، فقد جمعت بين الصفتين منبئًا عن وجه الحكمة فيهما … » (٣).

ويقبض الأرواح عند الممات». (٤)، وقال في الباسط: «هو الذي يبسط الرزق لعباده ويوسعه عليهم بجوده ورحمته، ويبسط الأرواح في الأجساد عند الحياة» (٥).


(١) فتح الرحيم الملك العلام (١/ ٤١).
(٢) ينظر: مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين (٢/ ٣٣٩).
(٣) شأن الدعاء (١/ ٥٨).
(٤) النهاية في غريب الحديث والأثر (٤/ ٦).
(٥) النهاية في غريب الحديث والأثر (١/ ١٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>