للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* ومن أنواع الأرزاق:

-الهداية: فيبسط لمن شاء قلبه حتى يتسع لأمر الله انشراحًا وإقبالًا و عملًا، فيستنير قلبه للإسلام ويُهدى إلى سواء السبيل، ويقبض لمن شاء صدره عن الخير فيضل الطريق، قال تَعَالَى: ﴿فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ﴾ [الأنعام: ١٢٥]. (١)

- العمر: فيبسطه الله على من يشاء حتى يصل به إلى سن الهرم والشيخوخة، ويضيقه على من يشاء حتى يموت في شبابه وقواه، ولربما زاد تضيقه فيموت في طفولته، بل ربما مات وهو جنين في بطن أمه، قال تَعَالَى: ﴿ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا﴾ [الحج: ٥]، وعن أنس بن مالك ، قال: سمعت رسول الله ، يقول: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ رِزْقُهُ، أَوْ يُنْسَأَ (٢) لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ» (٣) (٤).

- الجسم: فيبسط على من يشاء فيه ويقبض على من يشاء، فيظهر القوي والضعيف، والحسن والقبيح، والصحيح والمريض.

- الأولاد: فيعطي من يشاء الذكور، ومن يشاء الإناث، ومن يشاء الذكور


(١) ينظر: تفسير الطبري (١٢/ ٩٨)، وتفسير السعدي (ص: ٧٠).
(٢) ينسأ، أي: يؤخر، والأثر: الأجل؛ لأنه تابع للحياة في أثرها. ينظر: شرح النووي على مسلم (١٦/ ١١٤).
(٣) أخرجه البخاري، رقم الحديث: (٢٠٦٧)، ومسلم، رقم الحديث: (٢٥٥٧).
(٤) ينظر: تفسير ابن كثير (٥/ ٣٩٦)، تفسير السعدي (ص: ٥٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>