للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحياته تستلزم كمال صفاته سُبْحَانَهُ من علم، وقدرة، ورحمة، وسمع وبصر إلى غير ذلك من صفات كماله (١)، قال الشيخ الهراس : «الحياة تعتبر شرطًا للاتصاف بجميع الكمالات في الذات من: العلم، والقدرة، والإرادة، والسمع، والبصر، والكلام … إلخ؛ فإن غير الحي لا يتصف بهذه الصفات، فمن كملت حياته كان أكمل في كل صفة تكون الحياة شرطًا لها».

وهو الحي الذي أحيا غيره، فالأرض وما عليها من نبات وحيوان وإنسان تحيا بإحياء الله لها، قال تَعَالَى: ﴿وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ﴾ [يس: ٣٣]، وقال سُبْحَانَهُ: ﴿فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [الروم: ٥٠]، وقال: ﴿وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: ٢٨٠].

وهو الحي الذي له وحده البقاء والدوام وما عداه «من إنس، وجن، ودواب، وسائر المخلوقات، يفنى ويموت ويبيد» (٢)، قال تَعَالَى: ﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ [القصص: ٨٨]، وقال سُبْحَانَهُ: ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (٢٦) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾ [الرحمن: ٢٦].

وهو الحي الذي يحي الخلق بعد فنائهم، قال تَعَالَى: ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [الروم: ٤٠]، وقال: ﴿إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا وَعْدَ


(١) ينظر: تفسير القرآن العظيم، لابن عثيمين (١/ ٧).
(٢) تفسير السعدي (ص ٨٣٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>