وهو سُبْحَانَهُ القيوم الذي قام بنفسه واستغنى عن جميع خلقه غنى مطلقًا، كما قال تَعَالَى: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ﴾ [فاطر: ١٥].
والقيوم هو الذي تمت قيوميته، فلا تشوبه شائبة حاجة ولا نقص، ولا يمكن أن تأخذه سنة ولا نوم: ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ﴾ [البقرة: ٢٥٥].
والقيوم الذي أقام غيره، فلا قيام لغيره إلا بإقامته، فكل شيء فقير إليه لا يستغني عنه طرف عين، فالعرش والكرسي والملائكة والسموات والأرض، والجبال والأشجار، والناس والحيوان، كلها فقيرة إلى الله، قال تَعَالَى: ﴿أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ﴾ [الرعد: ٣٣]، فهو الذي أوجدها وأمدها، وأعدها لكل ما فيه بقاؤها وصلاحها وقيامها، وأي شيء منها لو تخلى عنه القيوم لباد وهلك ولما استقام له شأن.
فالمخلوقات كلها إنما قامت به سُبْحَانَهُ، ومن ذلك: