للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجه الاقتران (١):

أن خبرة الله ﷿ وعلمه أحاط بأفعاله، التي لطفت عن أن تدركها العقول والأفهام، كما أحاط- أيضًا- بكل ما لطف ودق.

أن لطف الله ﷿ الذي دق عن إدراك العقول والأفهام، إنما هو جارٍ على مقتضى خبرته وعلمه وحكمته.

ثانيًا: اقتران اسمه سُبْحَانَهُ (الخبير) باسمه (العليم):

ورد اقتران اسمه (الخبير) باسمه (العليم) أربع مرات في القرآن الكريم، منها:

قوله تَعَالَى: ﴿إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا﴾ [النساء: ٣٥]، وقوله سُبْحَانَهُ: ﴿إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ [لقمان: ٣٤].

وجه الاقتران:

يدل على كمال علم الله؛ إذ شمل علمه العالم الظاهر المشهود الذي دل عليه اسم الله (العليم)، وشمل علمه العالم الباطن الغيبي الذي دل عليه اسم الله (الخبير)، وإن كل من الاسمين بمفردهما دال على العلم بالظاهر والباطن، إلا أنهما إذا اجتمعا خص كل واحد منهما بعلم معين.


(١) ينظر: تفسير السعدي (ص: ٨٧٦)، والتحرير والتنوير، لابن عاشور (٧/ ٤١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>