الله يرسل الرسل رسولًا بعد رسول، حتى ختمهم بمحمد ﷺ، فجاء بهذا الشرع، الذي يصلح لمصالح الخلق إلى يوم القيامة، ويتكفل بما هو الخير في كل وقت.
ولهذا لما كانت هذه الأمة أكمل الأمم عقولًا وأحسنهم أفكارًا، وأرقهم قلوبًا، وأزكاهم أنفسًا؛ اصطفاهم الله تَعَالَى، واصطفى لهم دين الإسلام، وأورثهم الكتاب المهيمن على سائر الكتب» (١).
وجاء هذا الكتاب من الخبير سُبْحَانَهُ، قال تَعَالَى: ﴿الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ﴾ [هود: ١]، فأحكامه من لدن الخبير الذي يعلم ما يصلح لخلقه منها، وأخباره من لدن الخبير الذي لم تخف عليه دقائق الأخبار وتفاصيلها الماضية منها والحاضرة بل والمستقبلة، قال تَعَالَى: ﴿إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ﴾ [فاطر: ١٤].
ومن هنا كان كتاب الله أعظم كتاب وأكمله، وأصدق خبر، وأعدل حكمًا وأحسنه؛ إذ لا مثل الله في العلم والخبرة ﴿وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ﴾ [فاطر: ١٤].