للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ممن يستحق الشقاء والإضلال والإزاغة، ولهذا قال: ﴿وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ﴾ [الإسراء: ٩٧]» (١).

- أنه الخبير الذي أحاط علمه بما دق وخفي من العلوم التي توصل إليها خلقه علمًا وخبرة، والعلوم التي لم يتوصلوا إليها أيضًا، بل علم وخبر سُبْحَانَهُ ما فوق ذلك من تفاصيل ودقائق وخفايا علم الغيب، قال تَعَالَى: ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ﴾ [الأنعام: ٧٣]، وقال سُبْحَانَهُ: ﴿إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ [لقمان: ٣٤]، ثم إنه قد يتوهم متوهم أن خبرة الخلق وعلمهم بالعلوم والأشياء كخبرة الله وعلمه، وهذا باطل ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى: ١١]، فعلم الخالق وخبرته كاملة من كل وجه، وعلم الخلق وخبرتهم قاصرة ناقصة من كل وجه.

ومن أوجه قصور علم الخلق وخبرتهم، ما يلي (٢):

افتقار خبرتهم وعلمهم إلى بذل الأسباب والمقدمات الحسية والعقلية للتوصل إليها.

احتمال الخطأ والغلط، بعد العلم والخبرة بالشيء.

تعلق خبرتهم وعلمهم بشيء معين دون جميع الأشياء، فتجد الواحد منهم عالمًا خبيرًا بشيء ما، جاهلًا أميًّا بغيره.

تعلق خبرتهم وعلمهم بالدنيا دون الآخرة.


(١) تفسير ابن كثير (٥/ ١٢٢).
(٢) ينظر: شأن الدعاء، للخطابي (١/ ٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>