للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الشيخ السعدي في تفسير هذه الآية: «أي: بسبب أن الله استحفظهم على كتابه، وجعلهم أمناء عليه، وهو أمانة عندهم، أوجب عليهم حفظه من الزيادة والنقصان والكتمان، وتعليمه لمن لا يعلمه.

وهم شهداء عليه؛ بحيث إنهم المرجوع إليهم فيه، وفيما اشتبه على الناس منه، فاللهتَعَالَى قد حمَّل أهلَ العلم ما لم يحمِّله الجهال، فيجب عليهم القيام بأعباء ما حُمِّلوا.

وأن لا يقتدوا بالجهال، بالإخلاد إلى البطالة والكسل، وأن لا يقتصروا على مجرد العبادات القاصرة، من أنواع الذكر، والصلاة، والزكاة، والحج، والصوم، ونحو ذلك من الأمور، التي إذا قام بها غير أهل العلم سلموا ونجوا.

وأما أهل العلم فكما أنهم مطالبون بالقيام بما عليهم أنفسهم، فإنهم مطالبون أن يعلِّموا الناس، وينبهوهم على ما يحتاجون إليه من أمور دينهم، خصوصًا الأمور الأصولية، والتي يكثر وقوعها، وأن لا يخشوا الناس، بل يخشون ربهم» (١).

وفي هذه الركائز الثلاث يقول ابن القيم : «والسلف مجمعون على أن العالم لا يستحق أن يسمى ربانيًّا حتى يعرف الحق ويعمل به ويعلمه، فمن علم وعمل وعلم فذاك يدعى عظيمًا في ملكوت السماوات» (٢).


(١) تفسير السعدي (ص ٢٣٢).
(٢) زاد المعاد (٣/ ٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>