للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجه الاقتران:

يدل على مزيد من الكمال لله ﷿، فإذا كانت صفة (السميع) تنبئ بإحاطة السمع بكل المسموعات فلا يندر عنه ﷿ شيء، ولا يعزب عنه كبير ولا صغير، فإن صفة (العليم) تنبئ بتجاوز علمه المسموعات إلى المشاهدت والغيبيات، والظواهر والبواطن (١).

«والملاحظ أن اسم (السميع) حيثما ورد مع اسم (العليم) قُدّم عليه فالنسق دائمًا: السميع العليم ولا عكس، فلا بد أن يكون من وراء ذلك حكمة، ذكر منها: أن السمع يتعلق بالأصوات، ومن سمع صوتك فهذا أقرب إليك في العادة ممن يقال لك: إنه يعلم، فذكر السميع أوقع في التخويف من ذكر (العليم)، فهو أولى بالتقديم، ولا يقتصر الأمر على مقام التخويف؛ فإن لتقديم صفة (السميع) في مقام الدعاء أثره في انطلاق اللسان بالدعاء، والطلب، والشكوى حين يستشعر الداعي أنه يخاطب من يسمعه ويصغي إلى نجواه» (٢).

ثانيًا: اقتران اسم الله (السميع) باسم الله (البصير):

تقدم بيانه في اسم الله البصير.

ثالثًا: اقتران اسم الله (السميع) باسم الله (القريب):

وذلك في موضع واحد، في قوله تَعَالَى: ﴿قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ﴾ [سبأ: ٥٠].


(١) ينظر: تفسير السعدي (ص: ٥٩٩)، التحرير والتنوير (٩/ ٢٣١)، مطابقة أسماء الله الحسنى مقتضى المقام في القرآن الكريم، لزينب كردي (ص: ٢٤٧ - ٢٤٨).
(٢) مطابقة أسماء الله الحسنى مقتضى المقام في القرآن الكريم، لزينب كردي (ص: ٢٤٧ - ٢٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>