للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَأَخَّرَهُ، فَشَكَرَ الله لَهُ فَغَفَرَ لَهُ» (١)، وفي الحديث الآخر يقول : «لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا يَتَقَلَّبُ فِي الْجَنَّةِ، فِي شَجَرَةٍ قَطَعَهَا مِنْ ظَهْرِ الطَّرِيقِ، كَانَتْ تُؤْذِي النَّاسَ» (٢).

من شكره سُبْحَانَهُ: إخراجه للعبد من النار بأدنى مثقال ذرة من خير، وشكر هذا القدر له، ففي الحديث: «فَأَخْرج مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ أَدْنَى أَدْنَى أَدْنَى مِثْقَالِ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخرجهُ مِنْ النَّارِ» (٣).

من شكره سُبْحَانَهُ: أن العبد من عباده يقوم له مقامًا يرضيه بين الناس فيشكر له، وينوه بذكره، يخبر ملائكته وعباده المؤمنين، كما شكر لمؤمن آل فرعون، وأثنى به عليه، ونوه بذكره بين عباده، وكذلك شكره لصاحب يس مقامه ودعوته إليه.

من شكره سُبْحَانَهُ: أن العبد إن ترك شيئًا لله أعطاه أفضل منه، وإذا بذل له شيئًا رده عليه أضعافًا مضاعفة، وهو الذي وفقه للترك والبذل، ولكنه شكره على هذا وذاك (٤)، ومن شواهد ذلك:

* «لما عقر نبيه سليمان الخيل غضبًا له؛ إذ شغلته عن ذكره فأراد ألا تشغله مرة أخرى أعاضه عنها بمتن الريح.

* و لما احتمل يوسف الصديق ضيق السجن؛ شكر له ذلك بأن مكن له في


(١) أخرجه البخاري، رقم الحديث: (٦٥٢)، ومسلم، رقم الحديث: (١٩١٤).
(٢) أخرجه مسلم، رقم الحديث: (١٩١٤).
(٣) أخرجه البخاري، رقم الحديث: (٧٥١٠).
(٤) انظر: عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين، ابن القيم (ص: ٢٨٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>