عند الله تَعَالَى بتفاضل ما في القلوب من الإيمان، والإخلاص، والمحبة، وتوابعها.
وأما علامات تعظيم المناهي: فالحرص على التباعد من مظانها وأسبابها، وما يدعو إليها، ومجانبة كل وسيلة تقرب منها؛ كمن يهرب من الأماكن التي فيها الصور التي تقع بها الفتنة خشية الافتتان بها، وأن يدع ما لا بأس به حذرًا مما به بأس، ومجانبة من يجاهر بارتكابها، ويحسنها، ويدعو إليها، ويتهاون بها، ولا يبالي بما ارتكب منها؛ فإن مخالطة مثل هذا داعية إلى سخط الله تَعَالَى وغضبه، ولا يخالطه إلا من سقط من قلبه تعظيم الله تَعَالَى وحرماته.
ومن علامات تعظيم النهي: أن يغضب لله ﷿ إذا انتهكت محارمه، وأن يجد في قلبه حزنًا وحسرةً إذا عُصي الله تَعَالَى في أرضه، ولم يضطلع بإقامة حدوده وأوامره، ولم يستطع هو أن يغير ذلك.
ومن العلامات أيضًا: أن لا يسترسل مع الرخصة إلى حد يكون صاحبه جافيًا غير مستقيم على المنهج الوسط؛ مثال: ذلك أن السنة وردت بالإبراد بالظهر في شدة الحر، فالترخص الجافي أن يبرد إلى فوات الوقت أو مقاربة خروجه؛ فيكون مترخصًا جافيًا.
فحقيقة التعظيم للأمر والنهي: أن لا يعارَضا بترخص جاف، ولا يعرضا لتشديد غال؛ فإن المقصود هو الصراط المستقيم الموصل إلى الله ﷿ بسالكه.
وما أمر الله ﷿ بأمر إلا وللشيطان فيه نزغتان؛ إما تقصير وتفريط، وإما إفراط وغلو، فلا يبالي بما ظفر من العبد من الخطيئتين.