للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رابعًا: اقتران اسمه سُبْحَانَهُ (العليم) باسمه سُبْحَانَهُ (القدير):

جاء اقتران اسم الله (العليم) باسم الله (القدير) في أربعة مواضع من كتاب الله، منها: قوله تَعَالَى: ﴿وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ﴾ [النحل: ٧٠]، وقوله سُبْحَانَهُ: ﴿أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ﴾ [الشورى: ٥٠].

وذلك للدلالة على كمال الله ﷿؛ إذ «العلم بدون قدرة عجز، والقدرة بدون علم مظنة الإفساد والظلم والطغيان» (١).

خامسًا: اقتران اسمه سُبْحَانَهُ (العليم) باسمه سُبْحَانَهُ (الفتاح):

ورد اقتران اسم الله (العليم) باسمه (الفتاح) مرة واحدة في القرآن الكريم، وذلك في قوله تَعَالَى: ﴿قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ﴾ [سبأ: ٢٦].

(والفتاح) له معنى عام يشمل فتح كل مغلق من الأسباب كالرزق والعلم، وله معنى خاص، كما هو المراد من آية (سبأ)، وهو الفصل والحكم الحق؛ ولذا فيقال- في وجه اقتران هذين الاسمين الجليلين-: «إنه إذا حمل الفتح على عموم معناه، فشمل فتح كل مغلق من الأسباب، كالرزق والعلم كان اقتران اسم (العليم) به دالًّا على كمال الفتح، وأنه يجري على مقتضى العلم، وفي ذلك صلاح العباد واستقامة أحوالهم، بخلاف ما لو كان فتحًا بغير علم، تَعَالَى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا.


(١) مطابقة أسماء الله الحسنى مقتضى المقام، لنجلاء كردي (ص: ٤٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>