للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيعلم العليم سُبْحَانَهُ ما في سمائه من الملائكة، على الرغم من كثرتهم، حتى قال عنها: «أَطَّتِ السَّمَاءُ، وَحقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجدًا لله» (١).

ويعلم العليم سُبْحَانَهُ ما في الأرض من البراري والقفار، وما فيها من الحيوانات، والأشجار، ويعلم ما فيها من البحار وحيواناتها، ومعادنها، وصيدها، وغير ذلك مما تحتويه أرجاؤها، ويشتمل عليه ماؤها، قال تَعَالَى: ﴿وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾ [الأنعام: ٥٩] (٢).

إحاطة علمه بأحوال خلقه في جميع مراحلهم: قبل الخلق، وبعد الخلق في الحياة، والممات، والمعاد وما يكون من الجزاء في دار القرار، قال تَعَالَى: ﴿يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ﴾ [البقرة: ٢٥٥].

فعلم العليم قبل أن يخلق الخلق كل شيء كائن، علمه بكلياته وجزائيته وتفاصيله ودقائقه، وكتب ذلك كله في اللوح المحفوظ قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، عن عبدالله بن عمرو ، قال: «كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، قال: وعرشه على الماء» (٣).


(١) أخرجه أحمد، رقم الحديث: (٢١٩١٦)، والترمذي، رقم الحديث: (٢٣١٢)، وابن ماجه، رقم الحديث: (٤١٩٠). حكم الألباني: حسن، صحيح وضعيف سنن الترمذي، رقم الحديث: (٢٣١٢).
(٢) ينظر: تفسير السعدي (ص: ٢٥٩).
(٣) ينظر: شرح الأربعين النووية، لصالح آل الشيخ (ص: ٦٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>