للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويعلم ما يكون في الحاضر، قال تَعَالَى: ﴿اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ﴾ [الرعد: ٨]، ويعلم ما سيكون في المستقبل الذي لا نهاية له؛ قال تَعَالَى: ﴿إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ [لقمان: ٣٤].

ويعلم سُبْحَانَهُ ما لم يكن لو كان كيف يكون، قال تَعَالَى: ﴿وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ﴾ [الأنفال: ٢٣].

ومن ذلك: علمه بمفاتح الغيب التي طوى علمها عن جميع خلقه، فلا يعلمها نبي مرسل ولا ملك مقرب إلا بتعليمه إياه، قال تَعَالَى: ﴿وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ﴾ [الأنعام: ٥٩] (١)، وفسرها رسول الله فقال: «مَفَاتِحُ الغَيْبِ خَمْسٌ، ثم قرأ: ﴿إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ﴾ [لقمان: ٣٤]» (٢).

وما سبق كله دال على عظمة علم الله ﷿ وسعته، وأن الخلق من أولهم إلى آخرهم لو اجتمعوا على أن يحيطوا ببعض هذه الصفة لم يكن لهم قدرة ولا وسع في ذلك، فتبارك الرب الواسع العليم، قال تَعَالَى: ﴿وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: ١١٥] (٣).


(١) ينظر: المرجع السابق (ص: ٦٥٣).
(٢) أخرجه البخاري، رقم الحديث: (٤٧٧٨).
(٣) ينظر: المرجع السابق (ص: ٢٥٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>