للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والثاني: حصول التبذل في اللباس والهيئة؛ ولهذا قال : «رُبَّ أَشْعَثَ، مَدْفُوعٍ بِالأَبْوَابِ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لَأَبَرَّهُ» (١).

والثالث: يمد يديه إلى السماء «إِنَّ رَبَّكُمْ حَيِيٌ كَرِيمٌ يَسْتَحْي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ، أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا خائبتين» (٢).

والرابع: الإلحاح على الله بتكرير ذكر ربوبيته، وهو من أعظم ما يطلب به إجابة الدعاء.

ومع ذلك كله قال : «فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟» (٣)، وهذا استفهام وقع على وجه التعجب والاستبعاد (٤).

الاستعجال وترك الدعاء؛ فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : «يُسْتَجَابُ لِأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ، يَقُولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي» (٥)، وعنه عن النبي أنه قال: «لَا يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ، مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ، مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا الِاسْتِعْجَالُ؟ قَالَ: يَقُولُ: قَدْ دَعَوْتُ وَقَدْ دَعَوْتُ، فَلَمْ أَرَ يَسْتَجِيبُ لِي، فَيَسْتَحْسِرُ عِنْدَ ذَلِكَ وَيَدَعُ الدُّعَاءَ» (٦).


(١) أخرجه مسلم، رقم الحديث: (٢٦٢٢).
(٢) سبق تخريجه.
(٣) سبق تخريجه.
(٤) ينظر: شرح الأربعين النووية، ابن عثيمين (ص: ١٤٣، وما بعدها).
(٥) أخرجه البخاري، رقم الحديث: (٦٣٤٠)، ومسلم، رقم الحديث: (٢٧٣٥).
(٦) أخرجه مسلم، رقم الحديث: (٢٧٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>