للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التفريط في الواجبات والوقوع في المحرمات؛ فعن حذيفة قال: قال رسول الله : «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ، أَوْ لَيُوشِكَنَّ الله أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْ عِنْدِهِ، ثُمَّ لَتَدْعُنَّهُ فَلَا يَسْتَجِيبُ لَكُمْ» (١)، وقال بعض السلف: لا تستبطئ الإجابة وقد سددت طريقها بالمعاصي.

وقال ابن القيم : «وكذلك الدعاء، فإنه من أقوى الأسباب في دفع المكروه وحصول المطلوب، ولكن قد يتخلف عنه أثره … وإما لحصول المانع من الإجابة من أكل الحرام، والظلم، ورين الذنوب على القلوب، واستيلاء الغفلة والسهو واللهو وغلبتها عليها» (٢).

الدعاء بإثم أو قطيعة رحم؛ فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : «لَا يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ، مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ، … » (٣)، وذلك كأن يدعو بأن يمكنه الله من معصية ما، أو يدعو على أقرابه وأرحامه ظلمًا وعدوًا.

الاعتداء في الدعاء؛ قال تَعَالَى: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ [الأعراف: ٥٥].

قال ابن القيم : «فالاعتداء بالدعاء تارة بأن يسأل ما لا يجوز له سؤاله من الإعانة على المحرمات، وتارة بأن يسأل ما لا يفعله الله، مثل: أن


(١) أخرجه أحمد واللفظ له، رقم الحديث: (٢٣٧٧٥)، والترمذي رقم الحديث: (٢١٦٩)، حكم الألباني: حسن، صحيح وضعيف سنن الترمذي، رقم الحديث: (٢١٦٩).
(٢) الداء والدواء (ص ٩).
(٣) سبق تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>