ذهب عنه ذلك لعاد في لحظة ذليلًا حقيرًا من أذل وأحقر الناس، وكل متكبر بأمر خارج عن ذاته من أجهل الخلق.
- وإن كان التكبر بالعلم وهو أعظم الآفات، فعلاجه: أن يعلم العالم أن حجة الله على أهل العلم آكد، وأنه يحتمل من الجاهل ما لا يحتمل من العالم، وأن من عصى الله على علم ومعرفة أعظم جناية ممن عصى الله على جهل، وإذا تفكر فيما أمامه من الخطر العظيم وعلم ما كان عليه السلف الصالح من التواضع والخوف من الله امتنع بإذن الله من الكبر.
- وإن كان التكبر بسبب المنصب، فليعلم: أن المنصب عرض زائل، فكما ذهب عن غيره سيذهب عنه ويصبح بلا منصب، وليس له أي قيمة، وسيتفرق عنه أهل التزلف المحيطون به فيصبح وحيدًا أعزل لا صديق ولا رفيق.
- وإن كان التكبر بسبب أصله ونسبه، فأصله في الحقيقة: طين وماء ثم نطفة ثم مضغة ثم علقة … إلخ. أما آباؤه وأجداده فما شرفوا إلا بصفاتهم وأخلاقهم وحسن أعمالهم، فإن فعل مثلهم فقد شرف بعمله لا بهم، وإن انحط في صفاته وأخلاقه فما ينفعه كرم آبائه وشرف أجداده، بل يصدق فيه قول الشاعر: