للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال تَعَالَى: ﴿وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [النحل: ٧٨] فرزقه السمع الذي به يدرك الأصوات، والأبصار التي بها يحس المرئيات، والأفئدة التي يعقل به الأمور.

علمه البيان كما قال سُبْحَانَهُ: ﴿عَلَّمَهُ الْبَيَانَ﴾ [الرحمن: ٤] أي: التبيين عما في ضميره، سواء بالنطق بتيسيره وتسهيل مخرج حروفه ومواضعها من الحلق واللسان والشفتين، أو بالخط الذي به تحفظ العلوم، وتضبط الحقوق، وتكون رسلًا للناس تنوب مناب خطابهم، قال تَعَالَى: ﴿اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (٣) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (٤) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾ [العلق: ٣ - ٥] (١).

هدايته للإسلام والإيمان، وإنزال القرآن وتعليمه إياه، قال تَعَالَى: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾ [يونس: ٥٨]، قال الشيخ السعدي : «﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ﴾ الذي هو القرآن، الذي هو أعظم نعمة ومنة، وفضل تفضل الله به على عباده ﴿وَبِرَحْمَتِهِ﴾ الدين والإيمان، وعبادة الله ومحبته ومعرفته، ﴿فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾ من متاع الدنيا ولذاتها» (٢)، وقال تَعَالَى ممتنًّا على عباده بتعليمهم القرآن: ﴿الرَّحْمَنُ (١) عَلَّمَ الْقُرْآنَ﴾ [الرحمن: ١ - ٢] علمهم لفظه ومعانيه، ويسره عليهم، كما قال تَعَالَى: ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ﴾ [القمر: ١٧].

٥ - توفيقه لطاعته وفتح أبواب الخير له، فتوفيقه للصلاة كرم، وتوفيقه لصيام كرم، وتوفيقه للذكر كرم، ومن حُرم الطاعة فقدم حُرم الخير كله.


(١) ينظر: تفسير ابن كثير (٤/ ٥٩٠)، تفسير السعدي (ص: ٨٢٨).
(٢) تفسير السعدي (ص: ٣٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>