للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ» (١).

إلى غير ذلك من الخصائص اللفظية لهذا الاسم الكريم، وأما الخصائص المعنوية له، فقد قال فيها ابن القيم : «وأما خصائصه المعنوية فقد قال فيها أعلم الخلق به : (لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ)، وكيف تحصى خصائص اسم مسماه كل كمال على الإطلاق، وكل مدح، وكل حمد، وكل ثناء، وكل مجد، وكل جلال، وكل إكرام، وكل عز، وكل جمال، وكل خير وإحسان وجود وبر وفضل فله ومنه؟!

فما ذُكر هذا الاسم في قليل إلا كثره، ولا عند خوف إلا أزاله، ولا عند كرب إلا كشفه، ولا عند هم وغم إلا فرجه، ولا عند ضيق إلا وسعه، ولا تعلق به ضعيف إلا أفاده القوة، ولا ذليل إلا أناله العز، ولا فقير إلا أصاره غنيًّا، ولا مستوحش إلا آنسه، ولا مغلوب إلا أيده ونصره، ولا مضطر إلا كشف ضره، ولا شريد إلا آواه، فهو الاسم الذي تكشف به الكربات، وتستنزل به البركات والدعوات، وتقال به العثرات، وتستدفع به السيئات، وتستجلب به الحسنات» (٢).

لا سيما وقد ورد هذا الاسم الكريم في جميع الأحاديث التي فيها الإشارة إلى الاسم الأعظم، ومن ذلك:

حديث بريدة : «أَنَّ رَسُولَ اللهِ سَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ


(١) أخرجه مسلم، رقم الحديث: (٤٨٦).
(٢) نقله عنه: تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد، لسليمان ابن عبد الوهاب (ص: ١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>