النظر إلى جلاله وجماله في هذه الدار، فإذا رأوه سُبْحَانَهُ في جنات عدن أنستهم رؤيته ما هم فيه من النعيم، فلا يلتفتون- حينئذ- إلى شيء غيره (١).
ومن مظاهر جماله سُبْحَانَهُ:
أنه جميل في ذاته سُبْحَانَهُ: «فلا يمكن لمخلوق أن يعبر عن بعض جمال ذات الله تَعَالَى، حتى إن أهل الجنة مع ما هم فيه من النعيم المقيم، واللذات والسرور، والأفراح التي لا يُقَدر قدرها إذا رأوا ربهم، وتمتعوا بجماله؛ نسوا ما هم فيه من النعيم، وتلاشى ما هم فيه من الأفراح، وودُّوا أن لو تدوم هذه الحال؛ ليكتسبوا مِن جماله ونوره جمالًا إلى جمالهم، وكانت قلوبهم في شوق دائم، ونزوع إلى رؤية ربِّهم، ويفرحون بيوم المزيد فرحًا تكاد تطير له القلوب.
أنه جميل في أسمائه سُبْحَانَهُ: فأسماؤه كلها حسنى، بل هي أحسن الأسماء على الإطلاق وأجملها، يقول تَعَالَى: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الأعراف: ١٨٠] ويقول سُبْحَانَهُ: ﴿رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا﴾ [مريم: ٦٥]، فكلها دالة على غاية الحمد والمجد والكمال، لا يسمى باسم منقسِم إلى كمال وغيره.
أنه جميل في أوصافه سُبْحَانَهُ: فإن أوصافه كلها أوصاف كمال، ونعوت ثناء وحمد، فهي أوسع الصفات، وأعمها، وأكثرها تعلقًا، خصوصًا أوصاف الرحمة، والبر، والكرم، والجود.