للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الطِّيبِيُّ : «قيل: إن الألفاظ الثلاثة مترادفة، وهو وهم؛ فإن:

(الخالق) من الخلق، وأصله: التقدير المستقيم، ويطلق على الإبداع، وهو إيجاد الشيء على غير مثال.

و (البارئ) من البرء، وأصله: خلوص الشيء عن غيره، إما على سبيل التقصي منه، وعليه قولهم: برئ فلان من مرضه، والمديون من دينه، ومنه استبرأت الجارية، وإما على سبيل الإنشاء، ومنه برأ الله النسمة، وقيل: البارئ الخالق البريء من التفاوت والتنافر المخلين بالنظام.

و (المصور) مبدع صور المخترعات ومرتبها بحسب مقتضى الحكمة، فالله خالق كل شيء، بمعنى أنه موجده من أصل ومن غير أصل، وبارئه بحسب ما اقتضته الحكمة من غير تفاوت ولا اختلال، ومصوره في صورة يترتب عليها خواصه ويتم بها كماله، - إلى أن قال-: وعلى هذا فالتقدير يقع أولًا، ثم الإحداث على الوجه المقدر يقع ثانيًا، ثم التصوير بالتسوية يقع ثالثًا» (١).

وهذه الفروق بين هذه الأسماء لله تَعَالَى إنما تتحقق عند اجتماع هذه الأسماء، أما عند افتراقها فإن كل اسم من هذه الأسماء الحسنى يشمل معناه ومعاني الاسمين الآخرين، والله أعلم.


(١) فتح الباري في شرح صحيح البخاري، لابن حجر (٢٠/ ٤٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>