للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا﴾ [الإسراء: ١١٠]، فعادل به الاسم الذي لا يشركه فيه غيره وهو «الله»، وأما اسم الله «الرحيم» فجائز، وقد وصف الله به نبيه في قوله: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ

رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ

رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [التوبة: ١٢٨].

قال ابن القيم عن اسم «الرحمن»: «ولما كان هذا الاسم مختصًّا به تَعَالَى حسن مجيئه مفردًا غير تابع، كمجيء اسم الله كذلك، ولم يجئ قط تابعًا لغيره، بل متبوعًا وهذا بخلاف العليم، والقدير، والسميع والبصير، ونحوها؛ ولهذا لا تجيء هذه مفردة، بل تابعة، فتأمل هذه النكتة البديعة» (١).

قال ابن كثير : «والحاصل: أن من أسمائه تَعَالَى ما يسمى به غيره، ومنها ما لا يسمى به غيره، كاسم (الله)، (الرحمن)، (الخالق)، (الرازق) ونحو ذلك … » (٢).

اقتران اسمي الله (الرَّحْمَن - الرَّحِيْم) بأسمائه الأخرى سُبْحَانَهُ:

أولًا: اقتران اسم الله الرحمن باسمه الرحيم:

اقترن اسم الله الرحمن باسمه الرحيم في ستة مواضع من القرآن، ومنها قوله ﷿: ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ [الفاتحة: ٣]، وقوله ﷿: ﴿وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ﴾ [البقرة: ١٦٣].


(١) بدائع الفوائد (١/ ٢٤).
(٢) تفسير ابن كثير (١/ ٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>