للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجه الاقتران:

١ - للجمع بين صفة الله ﷿ المتعلقة بذاته ، التي يدل عليها اسم الله (الرحمن)، وإيصال الرحمة للخلق التي يدل عليها اسم الله (الرحيم) (١).

٢ - للجمع بين الرحمة العامة التي يدل عليها اسم الله الرحمن، والرحمة الخاصة بالمؤمنين التي يدل عليها اسم الله الرحيم، وهذا على قول من قال: إن الرحيم رحمته خاصة بالمؤمنين.

والناظر يجد أن الله ﷿ يقدم اسمه الرحمن على الرحيم، ووجه ذلك:

تقديمًا للاسم الخاص بالله ﷿ على الاسم العام، قال الرازي :

«إنما قدمه؛ لأن (الله) اسم خاص بالباري لا يسمي به غيره، لا مفردًا ولا مضافًا فقدمه، والرحيم يوصف به غيره مفردًا ومضافًا فأخره، والرحمن يوصف به غيره مضافًا، ولا يوصف به مفردًا إلا الله تَعَالَى فوسطه» (٢).

وقال ابن كثير : «فلهذا بدأ باسم الله، ووصفه بالرحمن؛ لأنه أخص وأعرف من الرحيم؛ لأن التسمية أولًا إنما تكون بأشرف الأسماء، فلهذا ابتدأ بالأخص فالأخص» (٣).

تقديمًا للرحمة العامة التي دل عليها اسم الله «الرحمن» على الرحمة الخاصة، التي دل عليها اسم الله «الرحيم» (٤).


(١) بدائع الفوائد، لابن القيم (١/ ٢٤).
(٢) أنموذج جليل في أسئلة وأجوبة عن غرائب آي التنزيل، للرازي (ص: ٢).
(٣) تفسير ابن كثير (١/ ١٢٦).
(٤) ينظر: مطابقة أسماء الله الحسنى مقتضى المقام في القرآن الكريم، لنجلاء الكردي (ص: ٣٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>