للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اسم لمعرفة النعمة، مستلزمًا لمعرفة المنعم، ومعرفته تستلزم محبته، ومحبته تستلزم شكره» (١).

٢ - شكر اللسان:

وهو الثناء على الله تَعَالَى بنعمه، وحمده عليها مع محبته والتحدث بها على سبيل الاعتراف بفضله وإظهار الفاقة، لا لرياء وسمعة وخيلاء؛ ليكون الذكر داعيًا إلى شكر القلب والجوارح.

«وشكر اللسان المتعلق بالنعمة نوعان:

عام: وهو وصفه بالجود والكرم، والبر والإحسان، وسعة العطاء، ونحو ذلك.

خاص: وهو التحدث بنعمته، والإخبار بوصولها إليه من جهته، كما قال تَعَالَى: ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾ [الضحى: ١١]، وفي هذا التحديث المأمور به قولان:

- أحدهما: أنه ذكر النعمة، والإخبار بها، وقوله: أنعم الله عليَّ بكذا وكذا، قال مقاتل: يعني اشكر ما ذكر من النعم عليك في هذه السورة: من جبر اليتم، والهدى بعد الضلال، والإغناء بعد العيلة، والتحدث بنعمة الله شكر، كما في حديث جابر مرفوعًا: «مَنْ أُتِيَ إِلَيْهِ مَعْرُوفٌ، فَلْيُكَافِئْ بِهِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ، فَلْيَذْكُرْهُ، فَمَنْ ذَكَرَهُ، فَقَدْ شَكَرَهُ، وَمَنْ تَشَبَّعَ بِمَا لَمْ يَنَلْ، فَهُوَ كَلَابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ» (٢).


(١) مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين (٢/ ٢٣٨).
(٢) سبق تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>