المراد بذلك خدام الحرم النبوي، فلما كان في سنة أربع وخمسين سافر جماعة من المجاورين وأشاعوا عنه هذه الأشياء، وكان القاضي عز الدين بن جماعة من أعظم الناس كراهية في ولايته للمدينة-يعني بحيث كانت بغير اختياره، وكذا الشريف أبو العباس الصفراوي المغربي، وكانت للصفراوي وجاهة عند الأمراء، فشجع المجاورين على التكلم فيه مع الأمراء، فكتبوا فيه قصة، وعددوا فيها ما نقموا عليه، وساعدهم في الباطن هو وابن جماعة، فعقد له مجلس بدار العدل وأحضر الحجازيون جميعا، فشهدوا عند القاضي عز الدين بمحضر باقي القضاة الأربعة، فقبل شهادة بعضهم وثبت ما نسب إليه، فعزل وولي القاضي بدر الدين بن الخشاب، وبعث قاضي القضاة في وسط السنة نجابا للمدينة بعزله، واستنجاز محضر بصدق ما شهد به عليه بالقاهرة فتقدمت لذلك وأثبت محضرا به وبعث إلى البدر بن الخشاب يسأل في القيام بالوظيفة نيابة عنه، فرأيت تعين ذلك على لضيعة المنصب، وكان الأمير شيخو يشد من ابن السبع فاستنجز له مرسوما بالكشف عليه في المدينة، وبعثه مع أمير الركب المصري سيف الدين عمر شاه وبعث معه خلعة وتقليدا، فوقع لي مجلس عظيم مع الأمير المذكور والإمام ابن النقاض وغيرهما من المتعصبين له، وردهم الله بالحق، ورجع الأمير بالمرسوم والخلعة واستمر البدر بن الخشاب على ولايته، فلم يلبث إلا يسيرا، وساعده شيخو أيضا بسعاية علاء الدين بن صاحب الترجمة، يعني الذي حدثنا عنه بالشفاء، ومات في رمضان سنة خمس وتسعين حتى أعيد في أول سنة ست وخمسين، فجرى على أخلاقه المعهودة وسألني في النيابة عنه، فامتنعت، فكان يقول لي كلما لقيني: أنا أسأل الله عند هذا النبي الكريم كلما زرته أن يسخرك لي، وإذا سألني على خطبته فقلت: له حسنة يقول: هذه والله إجازة منك ويسر بذلك، ولم ينقم على أحد ممن تكلم فيه بالقاهرة بل حاش الناس ومشى الحال وقام بوظائفه أشبه من طريقته الأولى، ودام إلى الحادي عشر من ربيع الثاني سنة تسع وخمسين، فقدم جماز بن منصور متوليا للإمرة بمرسوم سلطاني، ومعه القاضي تقي الدين الهوريني بعوده، وعزل صاحب الترجمة، وكذا بعزل شيخ الخدام العز دينار، وولاية افتخار الدين، وذلك كله بغتة فتعجب الناس من عدم بلوغ الخبر إلا عند وصولهم وكان يذكر أنه يعرف بابن السبع من جهة .... ، لأن جده لأمه كان رجلا صالحا ركب السبع، فجرى عليه هذا اللقب، وما جده لأبيه فكان أميرا صاحب إقطاع عتيقا لمن لم يحضرني، وذكر أنه سمع الكتب الستة على الشرف الدمياطي، والسيرة الهشامية على الأبرقوهي، ولبس منه الخرقة بلباسه لها من الشهاب الهروردي … إنتهى، ولخص المجد كثيرا مما تقدم بأمتن عبارة، وأبين إشارة، وترجمه غيرهما بقوله: العسقلاني الأصل، ثم المصري، ثم المدني، وأنه ولد في سنة خمس وثمانين وستمائة، وسمع من محمد بن مكي بن أبي