للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

دينا عفيفا. وقال أحمد بن البرقي: سألت يحيى عن قول بعض الناس في سعد «أنه كان يرى القدر وترك مالك الرواية عنه» فقال: إنه لم يكن يرى القدر وإنما ترك مالك الرواية عنه لأنه تكلم في نسب مالك، فكان مالك لا يروي عنه وهو ثبت لا شك فيه. مات سنة خمس أو ست أو سبع وعشرين ومائة عن اثنتين وسبعين سنة. وهو في التهذيب.

[١٤٤٨ - سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة]

السالمي الأنصاري حليف بني سالم من الأنصار، المدني من أهلها، والآتي عمه عبد الملك. يروي عن أبيه وعمته زينب، وعن عمه عبد الملك وأنس بن مالك، وأبي سعيد المقبري. وعنه: الثوري وشعبة ومالك ويحيى القطان وأبو ضمرة، وآخرون، وثقه ابن معين والنسائي والدارقطني وابن سعد وصالح جزرة وابن حبان. وقال أبو حاتم: صالح. وقال ابن عبد البر: ثقة، لا يختلف فيه. وقد مضى في إسحاق بن سعد بن كعب بن عجرة ما يجيء هنا. ومات قبل خروج محمد بن عبد الله بن الحسن، قتل في سنة أربعين ومائة وأرخه ابن سعد بعد سنة أربعين. وهو في التهذيب.

[١٤٤٩ - سعد بن ثابت بن جماز بن شيخة]

وباقي نسبه في جده الحسين، أحد أمراء المدينة وليها في سنة خمسين وسبعمائة بعد طفيل بن منصور الآتي ودخلها في ذي الحجة منها، وبدأ بمنع آل سنان ونحوهم من التعرض للأحكام، وعقد الأنكحة وغيرها.

ورد الأمر جميعه لأهل السنة تقربا لقلوب السلطنة بإظهار السنة، وإخماد البدع وأمر بالنداء في المدينة في ثامن عشر ذي الحجة منها أن لا يحكم مع القاضي شمس الدين بن السبع غيره، ومن تعرض لذلك فلا يلومن إلا نفسه. فمن يومئذ انقطع أمرهم ونهيهم بالكلية وظهر أمر السنة، واجتمعت الكلمة ووجدنا على الحق أعوانا، ثم أن الأمير منعهم أيضا أن يدخلوا معه الحجرة إذا أراد الزيارة، وأقام مقامهم الفقيه برهان الدين إبراهيم بن عبد الله المؤذن، وصاروا كما قال الله {فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ، فَغُلِبُوا هُنالِكَ وَانْقَلَبُوا صاغِرِينَ}. وابتدأ في عمل الخندق الذي حول سور المدينة، ولم يلبث أن مات بعد سنة ونحو أربعة أشهر من جرح أصابه في معركة، ثامن عشر ربيع الآخر سنة اثنتين قبل إكمال السور. فأكمله ابن عمه فضل بن قاسم بن جماز المستقر بعده، وكان في دولته من أحسن العمال سيرة، شجاعا وافر الحشمة، ناصرا للسنة، قامعا للبدعة، متخلفا بذلك مستجلبا له رضى السلطنة. قاله ابن فرحون، وذكره المجد فقال: كان أميرا كبير الشأن عظيم الإحسان، وقد صان الله شأنه عما شان، وهو أول من قمع الله به البدعة وأركانها ورفع به قواعد السنة وبنيانها. ولما استقر في الولاية بدأ أولا بمنع آل سنان وغيرهم من الإمامية من التعرض للأحكام الشرعية وعقود أنكحة الرعية، ورد الأمر بأسره إلى أهل السنة وأزال ببأسه عن مخالفيه المن والمنة، وأخمد نار الشيعة وأطفأها، وقلب قدر قدرهم

<<  <  ج: ص:  >  >>