للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مع عمر بن سعد بن أبي وقاص لقتال الحسين، وكان الحسين قد خرج من مكة في العشر الأول من ذي الحجة سنة ستين، ومعه أهل بيته، وستون شيخا من أهل الكوفة، بعد نهي أقاربه وغيرهم له عن ذلك فأبى، وقال «إني رأيت رؤيا أمرني فيها النبي صلّى الله عليه وسلّم بأمر، وأنا ماض له» فكان له ما كان، وكان قتله-رضي الله عنه-بكربلاء، وهو عطشان: يوم عاشوراء يوم السبت سنة إحدى وستين، وهو ابن ثمان-أو ست-وخمسين والقاتل له يومئذ: هو عبيد الله بن زياد، أو سنان بن أبي أنس النخعي، لعنه الله، ودفنت جثته الشريفة بكربلاء، فكان كرب وبلاء، وأما رأسه: فاختلف في محله، فقيل: ان يزيد أرسل به إلى المدينة، فغسل وكفن، ودفن بالبقيع عند قبر أمه فاطمة، وقيل: إنه حمل إلى الشام، فدفن على رأس عمود في مسجد جامع دمشق، في عين القبلة، قال ابن حبان: وقد رأيت ذلك، ومنهم من زعم أنه في البرج الثالث من السور على باب الفراديس من دمشق، وقيل: إنه في قبر معاوية، وأن وضعه في قبر أبيه، بحيث قيل: إنه احتضنه بعد الممات، وقيل: إنه حوّل لمصر بعد ذلك، فيما ذكره بعض المصريين، ونفاه بعضهم، ومنهم: الشيخ تقي الدين أحمن تيمية فقد رأيت له جوابا بالغ في إنكاره، وأطال في ذلك، والله أعلم، ووجد مكتوب بسطر من دم على قلم من حديد:

أترجو أمة قتلت حسينا … شفاعة جدّه يوم الحساب

٩٩٣ - الحسين بن محمد بن أبي بكر بن الحسن، البدر، أبو عبد الله بن الكمال أبي

اليمن، ابن الزّين المراغي، المدني الشافعي، سبط‍ الإمام العزّ عبد السلام الكازروني:

ولد في سنة سبع-أو ست-وتسعين وسبعمائة، فإنه حضر في الثالثة، وذلك في صفر سنة تسع وتسعين على جدّه، ثم سمع على جدّه الزين في سنة اثنتين وثمانمائة، وحفظ‍ «مورد الظمآن» في رسوم الخط‍ لأبي عبد الله بن محمد بن ابراهيم بن محمد بن عبد الله الأموي الشريشي وغيره، وعرض في سنة تسع وثمانمائة على جده، والجمال الكازروني، وأبي حامد بن عبد الرحمن الأنصاري المطري، ومحمد بن عبد الله بن زكريا اليمني البغدادي الشافعي نزيل الحرمين، والوانوعي، وخلف بن أبي بكر بن أحمد المالكي، ولم يفصح أحد منهم بالإجازة، وسمع على جده وغيره، وقتل مع أبيه بدرب الشام.

٩٩٤ - الحسين بن الكمال محمد بن عبد العزيز بن عبد الواحد بن عمر بن عياد،

الأنصاري المغربي الأصل، المدني المالكي، الآتي أبوه، والماضي شقيقه الحسن:

وهما أبناء عم البدر حسن بن عمر بن عبد العزيز الماضي، وسبط‍ النور المحلي سبط‍ الربيع، وعليه سمع، بل قرأ عليه البخاري، والموطأ وغيرهما، وكان خيرا مديما للعبادة، غير منفك غالبا عن زيادة قباء كل سبت، وله اشتغال على والده وغيره، مشاركة، مات بالمدينة في رابع عشر صفر،

<<  <  ج: ص:  >  >>