بالمدرسة الشيرازية، على قدم التجرد في وسطه بلاس، وعلى رأسه قبع صوف ودام كذلك حتى اشتهر بين الناس وأهل البلاد، وصار مقصودا مشهورا، وله في المدينة آثار حسنة، أكثرها في مدرسة سكنه، ولولاه لسقطت طباقها، فإنه أقام أساطينها حتى حملت السقف والرواشين، بل كانت محترمة في أيامه فلا يدخلها ولا يسكنها إلا الخيار، واشترى نخلا ووقفه، واجتهد في عمارته بنفسه وماله، وقد صحبته من المدينة إلى مكة، وكان لا يعاشر إلا بالملاطفة لقوة أخلاقه، مات بالمدينة سنة ثلاثين وسبعمائة، وذكره المجد فسمى أباه عبدا، وقال: الرومي الأصل، كان من الفقراء المجردين، والصلحاء المفردين، لم يبرح عريانا يأتزر كساء، وهو على ذلك صيفا وشتاء، مقتنعا من الدنيا بلاسة، وقبع صوف على رأسه، وأقام بالمدينة نيفا وخمسين سنة على طريقة حسنة، وكان ساكنا في المدرسة الشيرازية، واتخذ التجرد عن الدنيا زيه، واشتهر بين الأعيان، ولم يزد على ذلك اللباس، وهو عريان، أظهر في المدينة آثارا حميدة، ومشاعر سعيدة، وعمر المدرسة المذكورة برفع أساطينها، ودفع التخلخل عن سقوفها ورواشينها، ولم تزل المدرسة في أيامه محترمة الجناب، محمية الأعتاب، لا يسكنها إلا الصلحاء والأخيار، الفقراء والأبرار، اشترى نخلا وتقرب بوقفه وحسبه بعد أن اجتهد في عمارته بماله ونفسه، وكان قوي الخلق، شديد البأس، ولا يعاشر إلا بالإلطاف والإيناس.
[١٥٠ - ابراهيم السلماني الشافعي]
- في ابن رجب.
[١٥١ - ابراهيم الغزنوي، المدني الحنفي، والد محمد العطار]
الموجود، كتب في محضر بعيد الستين وثمانمائة.
[١٥٢ - ابراهيم المدني]
أحد البنائين بها، كان ممن حفر أساس منارة باب السلام، وقام في ذلك باجتهاد شبل الدولة كافور في سنة ست وسبعمائة.
[١٥٣ - ابراهيم المغربي، مؤدب الأبناء]
ممن سمع في سنة سبع وثلاثين وثمانمائة على الجمال الكازروني في البخاري.
[١٥٤ - ابراهيم المكناسي المالكي]
كان أبوه من أصحاب الشيخ أبي محمد البسكري، وأما هذا: فكان على طريقة حسنة، وديانة وعزلة، حافظا لكتاب الله صيتا، حسن الصوت والأداء، أحد القراء بسبع ابن السلعوس، ومن أحسنهم مراسلة، وموافقة للجماعة، وخلف أولادا نجباء، سيأتي منهم: عبد الله، مات في سنة سبع وأربعين وسبعمائة، قاله ابن فرحون، وقال المجد: كان رجلا صالحا من أصحاب الشيخ أبي محمد البسكري، فكان حافظا لكتاب الله المجيد، مؤديا له بأداء حسن، وصوت سعيد، ملازما على طريقة مشكورة، وديانة موفورة، وعزلة عن الناس، وحسن صحبة مع الجلاس، وكان من الفقراء بسبع السلعون، وإذا غرد