قراءته في رمضان كل سنة، ولم يلبث أن ورد القاهرة واجتمعت به فأعلمني بقراءته في الروضة الشريفة، وتوجه منها لزيارة بين المقدس ثم عاد إليها، وسافر في البحر عائدا إلى طيبة فغرق مع جمع كثير في سنة اثنتين وستين … وأسفا عليه فنعم الرجل كان.
عوضه الله وإيانا الجنة.
[٤٠٠٢ - محمد]
ويدعى الخضر بن علي بن أحمد بن عبد العزيز بن القاسم بن عبد الرحمن (الشهيد الناطق) بن القاسم بن عبد الله، القاضي جمال الدين أبو الخير بن القاضي نور الدين بن الحسن القرشي، الهاشمي، العقيلي، النويري، المكي، الشافعي، والد أبي اليمن محمد قاضي مكة، ولد في ليلة ثالث عشر ربيع الأول سنة اثنتين وستين وسبعمائة بمكة، وأمه زينب ابنة القاضي شهاب الدين الطبري، ونشأ لها، وسمع على العز بن جماعة منسكه الكبير بأفوات والسيرة النبوية الصغرى له، وليس من خرقة التصوف، وعلى الكمال بن حبيب سنن ابن ماجة، ومقامات الحريري وبعض مسند الطيالسي، وعلى الجمال بن عبد المعطي صحيح البخاري وابن حبان بفوت، وعلى العفيف الشاوري وجدته (أم الحسن فاطمة ابنة أحمد بن قاسم الخرازي) صحيح مسلم، وعلى جدته فقط المصابيح للبغوي بأفوات ونسخة ابن بكار بن قتيبة، وعلى والده وغيرهم، وأجاز له البهاء بن خليل والجمال الأسنائي والعفيف اليافعي والتقي البغدادي وأبو البقاء السبكي والتاج السبكي وابن النجم وابن أميلة والصلاح بن أبي عمر ومحمد بن أبي بكر السوقي، وعمر بن إبراهيم النقبي وأحمد بن عبد الكريم البعلي، ومحمد بن الحسن بن عمار ومحمد بن عبد الله الصفوي، وإبراهيم بن إسحاق الأمدي، وخلق، وتفقه بالأنباسي، وأذن له في الإفتاء والتدريس، وناب في الخطابة بالمسجد الحرام (بعد وصول العزل للشهاب بن ظهيرة بابن عم صاحب الترجمة المحب) في شعبان سنة ثمان وثمانين حتى قدم المحب من المدينة النبوية في العشر الأخير من رمضانها، وكذا أناب في القضاء والخطابة بمكة عن حفيد عمه العز محمد بن أحمد، ثم ولي قضاء المدينة النبوية وخطابتها وإمامة الروضة النبوية في سنة خمس وثمانمائة عوضا عن ناصر الدين عبد الرحمن بن محمد بن صالح، ولكنه لم يباشره لكونه كان مقيما بمكة فاستناب القاضي أبا حامد المطري، ثم لم يلبث أن صرف بالقاضي ناصر الدين بن صالح، وقد حدث، قرأ عليه التقي بن فهد، وسافر مرارا إلى اليمن لطلب الرزق، وانقطع بآخره بمنزله مدة لثقل بدنه، وعجز عن الحركة والقيام حتى مات في صبح الأربعاء رابع عشر ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين وثماني مائة بمكة، وصلّي عليه بعد عصره ودفن بالمعلاة عند أسلافه، وكان ضخما جدا، شهما، مقداما، جريئا … رحمه الله وعفا عنه.