اتباعا للسلف، وكانت له أحوال ومكاشفات صحيحة ظاهرة، وممن صحبه ولازمه: ابن أخي محمد بن محمد، فكان يحكي عنه أحوالا جليلة، وكان خروجه من الأندلس ماشيا حتى وصل مكة، فأقام بها سنين وكان يسكن برباط ربيع، وذكر: أنه كان يوما ينزح الماء من بئره، فثقلت به الدلو فوقع بالدلو في البئر، وهي من أطول آبار مكة فنزلوا إليه فوجدوه سالما صحيحا، ثم ارتحل إلى المدينة، فسكن الرباط المذكور، وكان بينه وبين الشيخ موسى الغراوي شقاق وفتن، لكون صاحب الترجمة كان قد اشتغل بالعلم وصحب شيوخ المغرب أهل التربية والدراية، فكان ينكر عليه بعض أحواله الخارجة عن قانون الشرع بحيث يفضي إلى التهاجر والشر، وحكى لي صاحب الترجمة: إن الأسد عرض له في طريقه في ليلة وكان وحده، قال: فجلست بين يديه، فصار ساعة يصيح ويضرب بذنبه وساعة يعلو عليّ بيديه، ثم يرجع عني ويكف يديه، كأن أحدا غلها.
ولم يزل هذا دأبه معي إلى أن تبلج الصباح فانصرف وتركني، وكانت له كرامات وعجائب ومغربات، يكاد يحكي بعضها إذا طابت نفسه وانشرح بجليسه قلبه، وقد جرى لي معه ما أكد عندي ولايته، مات سنة أربع وخمسين وسبعمائة، وذكره ابن صالح فقال: عثمان المراغي: غزا في الجهاد بالمغرب ورأى بالمغرب علماء وصلحاء، ثم سكن بالحرمين على قدم من العبادة والتلاوة إلى أن مات بالمدينة، وكان قد وقع في بئر بمكة وخرج منها سالما، وهو في «الدرر» لشيخنا.
[٢٩٤٦ - عثمان بن المري]
ولي المدينة للوليد كما سبق في الحسن بن الحسن.
[٢٩٤٧ - عثيم (واسمه عثمان بن نسطاس الكندي)]
لكونه مولى لآل كثير بن الصلت الكندي المدني، أخو عبيد، يروي عن سعيد بن المسيب وعطاء بن يسار وسعيد المقبري، وعنه: الثوري والقعنبي وسعيد بن مسلم بن بابك، وثقه ابن حبان، وذكر في التهذيب.
[٢٩٤٨ - عثيم]
(خاطب بها النبي صلى الله عليه وسلّم) عثمان بن عفان.
٢٩٤٩ - عجلان بن نعير بن هبة بن جماز بن منصور بن جماز بن شيحة بن
هاشم:
العلوي، الحسيني، المنصوري، الماضي أخوه ثابت، أمير المدينة ووالد موزة، زوج الشريف حسن بن عجلان صاحب مكة، ولذا لما فوض إليه أمر المدينة استدعي به إلى مكة وفوضها إليه في آخر ربيع الآخر سنة إحدى عشرة، وأمده بعسكر مع ولده السيد أحمد بن حسن، وتوجه عجلان إليه بجنده على طريق الشرق، فالتقى به العسكران في النصف الثاني من جمادي الأولى بعد خروج جماز بن هبة منها بأيام، وكان من خبر جماز: أنه لما بلغه عزله عن المدينة عمد بعد أيام قليلة إلى المسجد