للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

البرزالي، ولازمه أربعة وعشرين سنة فأكثر، حتى كان انتفاعه به، وابن عبدوس، وعمر بن محمد القلشاني-بكسر القاف وسكون اللام، ثم معجمة، ثم نون-وعنه أخذ الأصلين، والعربية، والمعاني، والبيان والمنطق، ومحمد الطبلبي-بموحدتين الأولى مضمومة، بينهما لام ساكنة-ومحمد بن مرزوق، وأبي القاسم العقباني، والعربية أيضا: عن حسن العلويني، وأحمد الشماع، والفرائض، والحساب عن يوسف الندلسي، وسمع على البرزلي، وابن مرزوق، والعقباني، والشماع في آخرين، ثم قصد التجرد، وظهر له النية في الاشتغال والاشغال فاسدة، فارتحل للحج في سنة أربع وأربعين، وسافر في البحر، في أواخر ربيع الآخر منها في مركب لبعض الفرنج، فخرج عليهم مركب للجنويين، فأصيب مركبهم منه، فقصدوا رودس، وأقاموا بها نحو عشرين يوما، حتى أصلحوها، ثم قدم القاهرة، وسافر منها في البحر أيضا لمكة، فقدمها في رمضان منها، فحج، وزار صحبة الركب، وقطن المدينة، وصاهر قاضيها فتح الدين بن صالح، وبقي على طريق السياحة مدة، ثم سئل في الاشتغال، فامتنع، ثم استخار الله، فانشرح له صدره، وتصدى لاقراء الفقه، والعربية، وكان محمد بن نافع-الآتي-وغيره يمتنعون من الإقراء معه، وربما حضر بعضهم عنده، مع الصلاح والعبادة، حتى إنني رأيت أهل المدينة فيه كلمة إجماع، ومع ذلك فقد قال البقاعي إنه لقيه في جمادي الثاني سنة تسع وأربعين بقباء، وكتب عنه من نظمه.

يا سيدي يا رسول الله يا سندي … يا عمدتي يا رجائي منتهى أملي

أنت الوجيه الذي ترجى شفاعته … كن لي شفيعا غدا، يا خاتم الرسل

وبحث-فيما زعم-معه، وقال إنه رآه شديد الإعجاب بنفسه، مع إظهار الصلاح، والمبالغة في التبرؤ من الدنيا، وبالغ في الحط‍ عليه، ووصفه بالعجب، والكبر والحسد، قال: وأهل المدينة مفتونون به

ثم هجاه بقوله:

وثعبان بدا في زي حبل … لأجعله جريرا للبعير

يخادع كالجريري كل غر … فقلت: لحاك ربي من جريري

وهو والد زوجة البدر حسن بن زين الدين الآتي، مات في صبيحة الخميس الثلاثين من رمضان سنة تسع وأربعين، وقد رأيت إجازته في عرض عبد السلام الأول، ابن الشيخ ناصر الدين الكازروني، رحمه الله وإيانا.

[١٨٩ - أحمد بن سليمان أحمد]

- الشهاب-المصري المالكي، ويعرف بالتروجي، أقام بالإسكندرية مدة، ثم جال في البلاد، ودخل العراق، والهند، وعظم أمره ببنجاله من

<<  <  ج: ص:  >  >>